حكايات من سوق السير

منذ نعومة أظافرنا و إرتبطت أذهاننا بالمال

ما أن تجد من يجود عليك بمال إلا أن أرجلك تجرك جراً الى سوق السير

والسير قرية كبيره بها شياخة 14 قرية مجاوره لمن لا يعلمون

من منا عاش فى هذه المنطقه ولم يأكل اللقيمات وفول الحجات

وشرب عصير الشعير من يد عمنا محمد جعفر

ولا قهوة عمنا سعدالدين الله يمد فى عمره

ولا مطعم عبدالعزيز ( حامدنارتى ) الله يرحمه ويحسن اليه

ولا مطعم عم عبده

بدايات عمرنا عاصرنا تلك المحبة المفرضه للمال

عندما يأتى المطر كان يهطل علينا نحن الاطفال خير ما بعده

المطره نزلت بى جاى والواحد لم سفنجته ولا شبشبه وشتت

الى أين القبلة والعين لا ترف والاقدام تركض صوب السوق والقلب يلهف

فى عصر كان غالب العمله معدنا ولا توجد محافظ للمال والجيوب دائما

يفعل بها الزمن ما يشاء من ثقوب ندعو الله أن يكثر منها فى ذلك الزمان

وأرض السوق مزيج من تراب قد أتى من عدة مناطق ونزل سهلا من عرق جباههم

وقليل من روث الحمير وفضلات المأكولات عبر السنين فعل بها الزمن لتصبح تراباً

المهم قبيل قلنا شتات خالى محطات صوب السوق

عندما ينزل المطر على السوق تبان العملات المعدنية على الأرض

وكل ورزقه هداك لقى ريال جنب طربيزة ابو عليان بتاع الصعود

وداك شلن جنب طربيزة عم محمد عبده اللهم ارحمه واجعل مثواه الجنة ( بتاع الموز )

المطر كان عندنا للحصاد ( حصاد الريالات والشلن والقرش ) مسميات ذاك الزمن

وما أجمله من يوم أنت تجود حتى على رب الأسره من غنائمك

أاحياناً الواحد بيكون عنده لخبطه فى الايام زى الاثنين والثلاثاء وده حسب الضغوط

ايام السبت والثلاثاء تعرف بسماسرة البهائم والجزارين وهم لافين على الزرايب

تعرف انو بكره السوق . الجزارين النضاف تلقاهم يفتشوا البهائم الصغيره ونظيفة

والعكس فى الجزارين النص كم

وهم يسكنوا فى بيت معروف انو تبع الجزارين من قبل السوق بيوم لانهم يذبحوا فى صلاة الصبح

وايضا تجار الخضره عندهم بيت براهم ومعروفين يجوا من المغرب يختوا خضرواتهم

ويحفظها بالطريقة التقليدية المعروفه لديهم من شوالات الخيش المبلوله

السبت والثلاثاء السفريات المتجهة الى الخرطوم من الصبح تجد المسافرين يضجون المكان

قرب دكان حمد الفيل هذا المعلم البارز فى سوق السير من تأتى بسيرة سوق السير

إلا وسألك الأشخاص عن دكان حمد الفيل

الدكان المشهور بكسوة أهل المنطقه من ملابس ونعال ( الفاشرى - السفنجات - تموت تخليه -....)

شجرة النيم أمام الدكان يبدو أنها عاصرت محمد على باشا

تجد على لحاها ذكريات السنين من المتكئين على جزعها والنائمين تحت ظلها فى انتظار البصات

وهناك تجد ذاك الأحمد بركاوى وعبدون سيراب أشهر من عملوا على البصات فى الحجوزات

وتفاصيل ما قبل السوق كثيره لا تسعفنى الذاكره من تنكيت كل القديم

ولا انسى حراس السوق منهم عبدالعدل ذلك الرجل الحازم

سوق السير اليوم تصل الى حد الإندهاش وما آل اليه من تغييرات

الى الافضل أم الى الأسوأ ؟ هذا سؤال إنسان الشمال عموما

أيهما أفضل أمس الطيبه التآلف أم اليوم حيث الحضاره والتكنلوجيا

لم يكن فى سوق السير الا حلاق واحد معروف للجميع وهو من ايمانى

ولا يحلق عنده الا الكبار أما البقية نحن الصغار من يحلق عند جده او جاره

ولم يكن هناك مكان لترطيب الجوف الا عند محمد جعفر الله يرحمه

وكيفية الوصول الى محمد جعفر لأخذ كوز الشعير من الصعاب والزياده اكتر من حقك

والقهوه عند سعدالدين وهؤلاء المربيين من قرية ايمانى
وتجار القماش حمد الفيل وحسب الجابو وغيرهم قليلين من الفراشه المؤقتين

وورشة حداده واحده حمد عثمان من دبتود وهذه الورشه غيرت كثيراً من معالم النوبية

لدينا بتغيير الأبواب الخشبية القديمه المفتاح ( الكولن )

وايضاً هناك تجار الفخار من أزيار وغبرها وهم البقادره من دبتود

اذكر فى هذا المقام تاجر السروج عبدالحميد

وفضل كبودى اشهر من يعمل قلادات للحمير من الحبل البلاستيك

واشهر تجار التموينات أولاد الجزولى من الهمك وعبدالغفور من حامدنارتى

سيد محمود من ارقو وعابدين وعووضه يحى أخوان واحد حامدنارتى والثانى السير

وعلى سيرة التموينات كان هناك نفر يفرزون بضاعة التاجر ويعرفون من من التجار

سيد برشوت من تبو مشهور بالتموينات والاوانى المنزلية

يعنى حبوبتى الله يرحمها كانت تشترى اغراضها من عووضه يحى الله يمد فى عمره

الزيت لو متغير بتعرف تقول ده ما زيت عووضه كانما عووضه يملك معصره خاصه

واهم حاجه لمن يشتروا الحاجه الهواده ( الزياده )

تجار الجزاره اولاد الرقيق والله جابو من السليم وجلال فقير من السير

واولاد عبيد حلة العرب بين السير وكلتوس

وكانت هنالك ورشه واحده للميكانيكا لجدنا عثمان حامنتود اللهم ارحمه واحسن اليه

رغم ندرة السيارات الا أن الورشه كان لها روادها

اشهر تجار المحاصيل عبدون نورى وتجار لا أذكرهم

المطاعم عبدالعزيز اللهم ارحمه من حامدنارتى

وعمك محى من ايمانى وعمك عبده من السير جبرمار

وجهاء سوق السير

عبدالله حاج محمد اللهم ارحمه واغفر له رحمة واسعة من تبو

حسن على اسد من الهمك مهووس رياضه وكادر طبى قديم اطال الله فى عمره

محمد على خيرى من الترعه ايضا من المشغولين بالرياضه والعمل العام

ذاكرتى على وشك الانهيار وانا اعدد ذلك الكم الهائل من الشخصيات البارزه بالسوق

أذكر فى سوق السير شخصيتين مرتبطتان بالذاكره

ذاك الولى عبدالمنعم لم أسمع من لسانه الا جملة واحده

وتتمنى أن تكون منه ( اللهم صلى على النبى )

والشخصية الطريفه كوشه وكان لكوشه حكايات تحكى الى يومنا هذا

اذكر أن هناك مسئولا قد أتى الى المنطقه وكان ذاهباً الى دنقلا المدينة

وكوشه مشهور بأنه لا يجلس فى السياره إلا فى الأمام مع السواق

المهم أنه ركب مع ذلك المسئول وطلب أن يركب أمام فرفضوا له

وما كان منه الا أن ركب بالخلف فى البرينسه وما أن وصلت السياره الى أقدى

توقفت السياره بدون أى مقدمات ولم يعرفوا السبب

السياره جديده وليس بها علة فنية وكان أحدهم قد سمع بكرامات كوشه

فما كان من الجماعه الا أن أتوا به فى الأمام ورجع المسئول فى الخلف

وعلى طول السياره اشتغلت ووصلوا بسلام

هذه حكاية تحكى ولا ادرى مدى صحتها

ليس غريب أن تجد طفل عمره 8 سنوات وحقة التمباك فى جيبه

تربيزه ابوعليان وما ان تجد تلك الزحمه غير الطبيعية عنده تقول ببيع تفاح

كل اصناف الرجال والنساء يشترون منه التمباك ولا عيب فى ذلك

كل المجالس يتفاخرون بصعوط ابوعليان وهذا التفاخر له تأثير سحرى على الاطفال

الطفل ينشا وقد يجد امه ووالده وجدته كلهم يتعاطون التمباك وينشا على ما وجد عليه

الاستاذ فى المدرسه يسف التمباك اهل بيتك مدرب الكوره ماذا انت فاعل ؟

ولعل سف التمباك فى ذاك العصر كان من اشكال التمدن مرحلة ما بعد المرايس فى الافراح

اما اليوم التدخين وباء العصر مكان التمباك واوبئة أخرى لم تبان فى الساحه بعد

اكثر اربعه محلات زحمه فى سوق السير من الصباح الباكر حتى نهاية الظهر

ابوعليان بتاع التمباك - محمد جعفر بتاع الشعير - حمد الفيل بتاع الملابس

محمد عبده بتاع الموز بالاضافه للمطاعم

عمك محمد عبده بتاع الموز ( الفواكه ) إن كان عائشاً مد الله فى عمره

إن توفى ارحمه رحمة واسعه

كان يملك دكان والبيع قدام الدكان فى تربيزه والدكان للتخزين فقط

كان يعمل ترزى مع محل بيع الفواكه رغم انه كان يأتى بجميع انواع

الفواكه المتوفره آنذاك لكنه كان مشهور بى محمد عبده بتاع الموز

مهنة الترزى له حكايات جميله معنا مع العيد وفرحة العيد والجلابية

يوم الوقفه نحن الاطفال كل واحد منتظر دوره عشان عمنا يفصل لينا

جلابية العيد وانت حظك القماش زى ما يجى باى لون كان وطول كان

الجلابية ممكن تكون مع الركبه عادى بس تكون جديده بيضاء بنية اى حاجه

فقط كان يصنع الفرحه على شفاهنا وما اجمل تلك البسمه الطفولية

التربية كانت تبدأ بالبيت وتنتهى بالبيت الكبير حيث التعليم

لا غضاضة أن يجد أستاذك على الشارع ويجلدك وانت على خطأ دوما

ولا يقبل التبرير الكاذب المتبع من الاطفال

وحيث يذهب الحبيب ابو جبير تجد حكايات محفوره على صخر الذاكره التى ما زالت منتعشه

وكنا قد درسنا الابتدائى والمتوسط بالسير

واهم ما يميز تلك الحقبة التربية بالعصا والعصا لمن عصى

فى الصف الثالث كانت حصة البحث عن الكنز حيث يذهب الاستاذ ومعه معاونين

ويدفنون الكنز وهو عباره عن حلاوة فى احدى المواقع المعروفة

وكل مجموعه معها خريطة لمعرفة موقع الكنز

وبعد انتظار سنين جاء يوم الكنز وليته لم يأتى

ذهبت انا ومجموعتى واحضرنا الكنز فى دقائق لمعرفتى بالسوق

زقاق زقاق وكان من حسن حظى أن كنزنا دفن فى السوق

ولعل الكنز ما بعث كل تلك الذكريات عن السوق وانسان السوق

الجميل بالحكاية أن هناك مجموعه لم تجد الكنز وأتت خائبة الرجى

وقرر الاستاذ عقابهم وكلفنى ومعى واحد من الأخوان أن نذهب لإحضار (عصايات النيم )

حيث تتسلق اشجار النيم الكثيره التى موجوده داخل فناء المدرسة وتنتقى

ما كان عريضا ولينا إذا كان هنالك عدو سيجلد وما اكثر عداوات الطفولة

ومن سوء الحظ كان فى يوم الكنز أصدقاء أخذتنا الرحمه عليهم وانتقينا

من العصى ما لا يوجع طفل رضيع واذكر كما اليوم أن العدد كان حوالى ال 20

ولم تعجب الاستاذ تلك الحركة التى فعلناها فما كان منه الا وأن جلدنا

وكسر فينا كل تلك العصى وطلب للمره الثانية ما يوجع

وما لا اذكره حتى تم جلدهم أم لا

ولكن اذكر تماما كيف نمت ايام على بطنى من الجلد

وكم هى كثيره

الاخ ابو فيصل شكرا لاثرائك المنتدى ياجميل
وجميلة ذكرياتك عن سوق السير

االاستاذ - ابوفيصل نشكرك لسرد ذكريات سوق السير فعلا جعلتنا نعيش ذكريات جميلة (منها انتظار دورنا عند محمد عبده لجلابية العيد) و(البحث عن الكنز -حلاوة) و(السفر من جانب دكان حمدالفيل) - نتمي ان تسرد حال السوق الان لو كانت لديك خلفية ومقارنة السوق حاليا مع الماضي